والكفت هو الحرز . ولهذا يبحث فقهاء المسلمين : هل يعتبر النباش إِذا سرق كفنا سارقا من حرز حتى يجب قطع يده ام لا ؟
هذه الديار يمر بها الإِنسان بصورة مؤقتة إِلا الدار الاخيرة لذا عبَّر عنها بـ ( الآخرة ) ، فإِذا اقام في جهنم عبر عنه بـ ( خالداً فيها ) . أو في الجنان عبر عنه بـ ( جنات عدن ) اي جنات يقيم فيها الإِنسان دائما .
يقول ابو العلاء المعرِّي :
خلق الناس للبقاء فظلت اُمة |
|
يحسبونهم للنفاد |
إِنما ينقلون من دار اعمال |
|
إِلى دار شقوة أو رشاد |
الفتى ظاعن ويكفيه ظل |
|
السدر ضرب الاطناب والاوتاد |
الإنسان لا يستقر في مكان طويلا ، يوم هنا ويوم هناك ينتقل من دار الى اُخرى فعليه ان يتعظ من ذلك ، يقول الشريف الرضي :
قد مررنا على الديار خشوعا |
|
ونظرنا البنا فاين الباني ؟ |
وعرفنا الربوع حين مررنا |
|
فذكرنا الأوطار والأوطان |
ما أقل اعتبارنا بالزمان |
|
واشد اغترارنا بالأماني |
ولذلك يدفعنا القرآن الكريم إِلى هذه المسيرة ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ (١) بِهَا ) وبعد هذه الحياة لا بد من الرجوع إلى الله تعالى ( وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) ، وهذا ما ينبغي ان يفرح له الإِنسان لا أن يتألم .
أحد الاعراب كان في اهله يبكون من حوله فسألهم لماذا تبكون ؟
قالوا لانك سوف تموت . قال : الذي يموت اين يذهب ؟ قالوا : يذهب إِلى الله ، فقال : افرحوا لي ، إني ذاهب إِلى معدن الكرم والعطاء والرحمة .
حملت لباناتي وكل رجائي |
|
إِلى بابك الحاني على الفقراء |
______________________
(١) سورة الحج الآية ٤٦ .