وآراءهُ وطريقتهُ في التعامُلِ مع النصِّ القرآني بوحي من العقلِ والرأي المقبولِ موضحاً مناقشتَهُ لآراءِ المفسرين ، وأصحابِ المذاهبِ من المعتزلةِ والمَشَبِّهةِ والمُجَسِّمَةِ والمُفوّضةِ وغيرِهم.
وفي الفصل الثالث ، تناولتُ الجانب الأثري في التبيانِ موضّحاً تفسيرَهُ للقرآن بالقرآن وتفسيرَه للقرآن بالسنّةِ ، وطريقة استخدامِ الشيخِ الطوسي للسياق والنظم بين الآياتِ في فهمِ النُصوصِ القُرآنيّةِ.
أمّا الفصلُ الرابعُ ، فقد تكلّمتُ فيه بشيءٍ من التفصيلِ عن الجانبِ اللغوي في التبيان موضّحاً طريقة استخدامِ المفسّرِ للّغةِ والإعرابِ والقراءةِ والشعرِ والأمثالِ في استيضاحِ المعنى المرادِ بيانه.
وفي الباب الثالث تطرّقتُ بفصلينِ مستقلّينِ عن علومِ القرآنِ وعقائدِ الإماميّةِ على التوالي :
ففي الفصلِ الأوّلِ تعرّضتُ لموقفِ الشيخِ الطوسي من علومِ القرآن كالناسخ والمنسوخ والتأويلِ وأسبابِ النزولِ والمُحكَمِ والمتشابهِ وآياتِ الأحكامِ.
أمّا الفصل الثاني من هذا البابِ فقد أفردتهُ للحديث عن عقائدِ الإماميّة ، وتطرّقتُ فيه إلى أُصول الدين : التوحيد والعدلِ والنُبُوّةِ والإمامةِ والمَعادِ ، وما يتفرّعُ من مسائلَ كالتقيّةِ والعِصمةِ والصفاتِ وخَلْقِ القرآنِ وأَفعالِ العبادِ والحُسْنِ والقُبْحِ والمُتْعةِ وغيرِها.
وبهذا حاولتُ الكشفَ عن المنهجِ التفسيري للشيخ الطوسي مُستعيناً بالله تعالى ومستمدّاً منه القوّةَ ؛ إذ لاحولَ لي ولاقوّةَ بسواهُ ، واللهَ أسالُ أن يهديَنا سُبُلَ الرشادِ ، ويوفّقنا للعلمِ والعملِ بكتابِ الله ، إنّه نِعمَ المولى ونِعْمَ النصيرُ ، والحمدلله ربّ العالمين.