(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) ١
|
وقال ابن عباس : نزلت في قوم بأعيانهم من أحبار اليهود ذكرهم بأعيانهم من اليهودالذين حول المدينة ، وقال قوم : نزلت في مشركي العرب. واختار الطبري قول ابن عباس والذي نقوله : إنّه لابد أن تكون الآية مخصوصة ، لأن حملها على العموم غيرممكن ، لأنا علمنا أنّ في الكفار من يؤمن ، فلا يمكن العموم ، وأما القطع على واحدٍ مما قالوه فلادليل عليه. ٢ |
وقد لايردّ الشيخ الطوسي أحياناً بنفسه على الطبري ، وإنّما يكتفي بذكر ما رده به غيره من المفسرين ، كما هو الحال في تفسير قوله تعالى :
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) ٣
فقال الطوسي :
|
وقال الأخفش وعد بإتمام أربعين ليلةً أو انقضاء أربعين ليلةً كقولك : اليوم أربعون يوماً منذ خرج فلان واليوم يومان ، أي تمام يومين. وقال الطبري : لايجوز ماقاله الأخفش ، لأنّه خلاف ظاهر التلاوة وماجاءت به الرواية. |
وهنا نجد الشيخ الطوسي يتبنى رأياً للرماني ويستشهد به للرد على ماقاله الطبري في رده على الأخفش فيقول مفسرنا :
|
قال الرماني : في هذا ـ أي رأي الطبري ـ غلط ظاهر ، إنّ الوعد لايتصل وقوعه في الأربعين كلها ، اذا كان الوعدُ هو الإخبار الموعود بما فيه النفع ، فلم يكن ذلك الخبر في أول تلك المدة ، فلا يدل على ذلك أن يكون التقدير على ماقاله الأخفش ، أو على وعدناه إقامة أربعين ليلة للمناجاة أو غيبته أربعين ليلة من قومه للمناجاة ، وما أشبه ذلك من التقدير ٤. |
وردّ الطوسي رأياً للطبري كان قد أورده عند تفسيره لقوله تعالى :
__________________
١. البقره ( ٢ ) الآية ٦.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٦١.
٣. البقرة ( ٢ ) الآية ٥١.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٢٣٣.