هادٍ يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وارشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في النشاتين ، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس لتدبير شؤونهم ومصالحهم واقامة العدل بينهم ورفع الظلم والعدوان من بينهم ، وعلى هذا فالامامة استمرار للنبوة والدليل الذي يوجب ارسال الرسل ، وبعث الانبياء هو نفسه يوجب أيضاً نصب الامام بعد الرسول ، كما وان الإماميّة يعتقدون بان الامامة لاتكون الا بالنص من الله تعالى على لسان النبي او لسان الامام الذي قبله ، وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس ١ وان الامام كالنبى يجب ان يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ٢ ومن السهو والخطا والنسيان ، والدليل الذي اقتضى عصمة الانبياء هو نفسه يقتضي الاعتقاد بعصمة الائمة ٣.
ويختلف الإماميّة مع المعتزلة في مسالة النص على الامام.
فالشيعة الإماميّة يقولون بوجوب النص من الله تعالى على لسان النبي صلىاللهعليهوآله للامام ، والامامة عندهم ليست بالاختيار والانتخاب ، وهذا ما اكده الشيخ المفيد حين قال :
|
اتفقت الإماميّة على ان الامامة لاتثبت مع عدم المعجز لصاحبها الا بالنص على عينه والتوقيف ، واجمعت المعتزلة والزيدية والمرجئة والمتسمون باصحاب الحديث على خلاف ذلك ، واجازوا الامامة في من لامعجز له ولانص عليه ولاتوقيف ٤. وترى المعتزلة : ان الامامة تكون بانعقاد راي الامة على اختيار من يكون لها اماماً في شؤون دينها ودنياها ٥. |
واختيار الامة الذي تراه ملزماً في تنصيب الامام يختلف تماماً مع النص الذي تؤمن به الإماميّة والتي لادخل للامة فيه اطلاقاً ، حيث ان النص من قبل الله ورسوله بينما الاختيارمن قبل الامة ، وهو ماترفضه الإماميّة ولاترى في اختيارها لامامٍ ما ملزماً لطاعته شرعاً.
__________________
١. المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ٦٥.
٢. نفس المصدر ، ص ٦٧.
٣. الطوسي ، تلخيص الشافي في الامامة ، ص ٦٩ ومابعدها.
٤. المفيد ، اوائل المقالات ، ص ٩.
٥. بدوي ، مذاهب الإسلاميين ، ج ١ ، ص ٣٢٦.