|
قال : لانه لايجوز ان يقال لم فعلت ماجعلت لك فعله؟ كما لايجوز ان يقول لم فعلت ما امرتك بفعله ، وهذا الذي ذكره غير صحيح لان قوله (عَفَا الله عَنكَ) انما هي كلمة عتاب له صلىاللهعليهوآله لم فعل ماكان الاولى به ان لايفعله ، لانه وان كان فعله من حيث لم يكن محظورا فان الاولى ان لايفعله ، ... وكيف يكون ذلك معصية وقد قال الله في موضع اخر (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ) وانما اراد الله انه كان ينبغي ان ينتظر تاكيد الوحي فيه ، ومن قال : هذا ناسخ لذلك فعليه الدلالة ١. |
وهكذا يظل الشيخ الطوسي مدافعا عن كل مامن شانه ان يشين من عصمة الانبياء سلام الله عليهم ويرد من يتوهم وقوعهم حتى في الصغائر ، لذلك نجده عند تفسيره لقوله تعالى :
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ٢
يقول :
|
ومن قال : انه ـ اي موسى عليهالسلام. استغفر من صغيرة كانت منه او من اخيه فقد اخطا ، ويقال له : الصغيرة على مذهبكم تقع مكفرةً محبطة فلامعنى لسؤال المغفرة لها ٣. |
وقد اكد المفسر :
|
ان الانبياء عليهمالسلام لايجوز عليهم شيء من القبائح لاكبيرها ولاصغيرها لان ذلك يؤدي إلى التنفير عن قبول قولهم ، والانبياء منزهون عما ينفر عنهم على كلّ حالٍ ٤. |
وهي الاصل الرابع من اصول الدين عند الشيعة الإماميّة الذين يرون ان الايمان لايتم الا بالاعتقاد بها ، ولايجوز فيها تقليد الاباء والاهل والمربين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر في التوحيد والنبوة ، وانها كالنبوة لطف من الله تعالى ، فلابد ان يكون في كل عصرٍ امام
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٥ ، ص ٢٢٧.
٢. الأعراف ( ٧ ) الآية ١٥١.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٥٥٠.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٥٥٠.