والشيخ الطوسي يتطرق لموضوع عصمة الامام في مواضع كثيرة من التبيان فيقول :
عند تفسيره للآية الكريمة : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ١ فيقول :
|
واستدل اصحابنا ـ يعني الإماميّة ـ بهذه الآية على ان الامام لايكون الا معصوماً من القبائح لان الله تعالى نفى ان ينال عهده ـ الذي هو الامامة ـ ظالم ومن ليس بمعصومٍ فهوظالم : اما لنفسه او لغيره ٢. |
ويقول الشيخ الطوسي رادا على مخالفيه في هذا الموضوع عند تفسيره لقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) ٣
يقول :
|
قال الجبائي : وفي الآية دليلٌ على بطلان قول الرافضة من ان الائمة معصومون منصوصٌ عليهم واحداً بعد الاخر إلى يوم القيامة ، لان على هذا لابد ان يعلم اخر الائمة ان القيامة تقوم بعده ، ويزول التكليف عن الخلق ، وذلك خلاف قوله : (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله ). وهذا الذي ذكره باطلٌ ، لانه لايمتنع ان يكون اخر الائمة يعلم انه لا امام بعده وان لم يعلم متى تقوم الساعة ، لانه لايعلم متى يموت ، فهو يجوز ان يكون موته عند قيام الساعة ، اذا اردنا انه وقت فناء الخلق. وان قلنا : ان الساعة عبارة عن وقت قيام الناس في الحشرفقد زالت الشبهة ، لانه اذا علم انه يفنى الخلق بعده لايعلم متى يحشر الخلق ٤. |
وعن وجوب اطاعة الائمة قال الشيخ الطوسي عند تفسيره لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ
__________________
١. البقرة ( ٢ ) الآية ١٢٤.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٤٤٩.
٣. الأعراف ( ٧ ) الآية ١٨٧.
٤. الطوسي ، التبيان ، ج ٥ ، ص ٥٧.