|
اما هذا المقتول فمضى على صدقه وتقيته واخذ بفضله فهنيئا له ، واما الاخر فقبل رخصة الله فلاتبعة عليه ، فعلى هذا التقية رخصةٌ والافصاح بالحق فضيلةٌ ، وظاهراخبارنا يدل على انها واجبة وخلافها خطاءٌ ١. |
وهذا ما استند عليه الشيخ الطوسي في الحديث المروي عن الامام جعفر الصادق عليهالسلام حيث يقول :
« التقية ديني ودين ابائي ومن لاتقية له لادين له » ٢.
وهو ما اجمعت عليه الإماميّة ، حيث يقول الشيخ المفيد :
|
التقية جائزة في الدين عند الخوف على النفس ، وقد تجوز في حال دون حالٍ للخوف على المال ولضروب من الاستصلاح ، واقول : انها قد تجب احيانا وتكون فرضاً ٣. |
وقال أيضاً :
|
التقية كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين او الدنيا ، وفرض ذلك اذا علم بالضرورة ، او قوي في الظن ، فمتى لم يعلم ضررا باظهار الحق ، ولاقوي في الظن ذلك لم يجب فرض التقية ٤. |
وقدناقش الشيخ الطوسي راي الجبائي المعتزلي القائل بمنع التقية على النبي والامام فقال عندما فسر قوله ( تعالى ) :
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ٥
فقال :
|
واستدل الجبائي بهذه الآية على انه لايجوز على الائمة المعصومين على مذهبنا التقية |
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٤٣٥.
٢. المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ٨٤.
٣. المفيد ، اوائل المقالات ، ص ٩٦.
٤. المفيد ، تصحيح الاعتقاد ، ص ٦٦.
٥. الأنعام ( ٦ ) الآية ٦٨.