« والمعنى : انا كما لانعيي بالخلق الاول لانعيا بخلقهم على وجه الاعادة » ١.
ومثل هذا قاله عند تفسيره لقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ) ٢.
|
خاطب الله تعالى بهذه الآية جميع المكلفين من البشر ، فقال لهم : ان كنتم في ريب من البعث والنشور ـ والريب اقبح الشك ـ فانا خلقناكم من تراب ٣. |
وقداكد الشيخ الطوسي في تبيانه ان الشك في البعث والنشور كفرٌ ، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى :
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) ٤
فقال المفسر :
|
وفي الآية دلالة على ان الشك في البعث والنشور كفرٌ ، والوجه في خلق البشر وغيره من الحيوان ، وتنقله من تراب إلى نطفة ثم إلى علقةٍ ثم إلى صورة ثم إلى طفولية ثم إلى حال الرجولية ما في ذلك الاعتبار الذي هو دال على تدبير مدبر مختارٍ يصرف الاشياء من حالٍ إلى حالٍ ٥. |
وقد حاول الشيخ الطوسي ان يعرض لمسالة البعث والنشور بايجاز واقتضاب بعيداً عن التفاصيل والشروح ، ولعل ذلك راجع إلى ايمانه بعدم وجوب الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني اكثر مما نادى بها القرآن الكريم ٦ وهذا ما عليه اكثر علماء الإماميّة حيث يؤكدون بانه :
|
لاتجب المعرفة على التحقيق التي لايصلها الا صاحب النظر الدقيق كالعلم بان الابدان هل تعود بذواتها ، او انما يعود مايماثلها بهيئاتٍ؟ وان الارواح هل تعدم كالاجساد ، او |
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٩ ، ص ٣٦.
٢. الحج ( ٢٢ ) الآية ٥.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٧ ، ص ٢٥٨.
٤. الكهف ( ١٨ ) الآية ٣٧.
٥. الطوسي ، التبيان ، ج ٧ ، ص ٣٩.
٦. المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ١٢٧.