الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ) ١
قال الطوسي :
|
ثم قال منبها لخلقه على الاستدلال على صحة الاعادة والنشاة الثانية فقال : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ ) ، ومعناه او لم يعلم (أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ) ، ومعناه انا خلقناه من النطفة إلى العلقة ومن العلقة إلى المضغة ومن المضغة إلى العظم ومن العظم إلى ان جعلناه سويا ، وجعلنا فيه الروح ، واخرجناه من بطن امه ، وربيناه ، ونقلناه من حال إلى حال إلى ان كمل عقله ، وصار متكلّماً خصيماً عليماً ، فمن قدر على جميع ذلك كيف لايقدر على الاعادة ، وهي اسهل من جميع ذلك؟ |
ثم قال :
|
وفي الآية دلالة على صحة استعمال النظر ، لان الله تعالى اقام الحجة على المشركين بقياس النشاة الثانية على النشاة الاولى ، وانه يلزم من اقر بالاولى ان يقر بالثانية ٢. ثم حكى تعالى عن بعض الكفار انه (ضَرَبَ لَنَا ) اي ضرب للّه (مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ) كيف يكون في الابتداء فقال : (مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ). قال الحسن : جاء امية إلى النبي صلىاللهعليهوآله بعظم بال قد بلي ، فقال : يامحمد اتزعم ان الله يبعث هذا بعد مابلي : فقال : نعم ، فنزلت الاية. |
ثم اردف الشيخ الطوسي قائلا :
|
فقال الله تعالى في الرد عليه قل يامحمد لهذا المتعجب من الاعادة (يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ، لان من قدر على الاختراع لما يبقى من غير تغيير عن صفة القادر ، فهوعلى اعادته قادر لامحالة. ٣ |
وقال عند تفسيره لقوله تعالى :
(أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) ٤.
__________________
١. يس ( ٣٦ ) الآيات ٧٧. ٨٠.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ٨ ، ص ٤٣٨.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٨ ، ص ٤٣٨.
٤. ق ( ٥٠ ) الآية ١٥.