|
يروونه انه نهى في عام الفتح ، وقد طعن أيضاً في طريقه بما هو معروفٌ ، وادلّ دليل على ضعفه قول عمر : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وانا انهـى عنهما واعاقب عليهما ، فاخبر ان هذه المتعة كانت على عهد رسول الله عليهالسلام وانه الذي نهى عنهما لضربٍ من الراي ، فان قالوا انما نهى ، لان النبي صلىاللهعليهوآله كان نهى عنهما ، قلنا : لوكان كذلك لكان يقول : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله فنهى عنهما ، وانا انهى عنهما أيضاً ، فكان يكون اكد في باب المنع ، فلما لم يقل ذلك دل على ان التحريم لم يكن صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وصح ماقلناه ، وقال الحكم بن عتيبة ، قال علي صلىاللهعليهوآله : « لولا ان عمر نهى عن المتعة مازنى الا شقي » وذكر البلخي عن وكيع عن اسماعيل بن ابي خالد ، عن قيس بن ابي حازم عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا مع النبي صلىاللهعليهوآله ، ونحن شباب ، فقلنا يارسول الله الانستخصي ، قال : لا ، ثم رخص لنا ان ننكح المراة بالثوب ، إلى اجلٍ ١. |
وهو الاصل الخامس من اصول الدين عند الشيعة الإماميّة ، والذين يعتقدون بان الله تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلقٍ جديدٍ في اليوم الموعود به عباده ، فيثيب المطيعين ، ويعذب العاصين ، كما وان من يعتقد باللّه اعتقاداً قاطعاً ويعتقد كذلك بمحمد رسولاً منه ارسله بالهدى ودين الحق لابد ان يؤمن بما اخبر به القرآن الكريم من البعث والثواب والعقاب والجنة والنعيم والنار والجحيم ، كما ويعتقد الإماميّة بان المعاد الجسماني ضرورةٌ من ضروريات الدين الإسلامي ، وان هذا المعاد هو اعادة الإنسان في يوم البعث والنشور ببدنه بعد الخراب وارجاعه إلى هيئته الاولى بعد ان اصبح رميماً ٢.
وقدتعرض الشيخ الطوسي إلى هذا المعنى في اكثر من موضعٍ وحسبما تقتضيه الآيات القرآنية الكريمة ففي تفسيره لقوله تعالى :
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ
____________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٣ ، ص ١٦٥. ١٦٧.
٢. المظفر ، عقائد الإماميّة ، ص ١٢٦ ، ١٢٧.