ومحمد بن احمد بن شاذان المتوفّى سنة ٤٢٥ ه ١.
وكان لهذه الحلقات اكبر الاثر في تفهم الشيخ الطوسي للمذاهب الإسلاميّة المختلفة ، والاحاطة بها عن قربٍ ، وعلى السنة ائمتها واعلامها المشهورين.
والمتتبع لحياة الشيخ الطوسي سواء في ايام دراسته الاولى بمدينة طوس ، او اثناء وجوده في بغداد يستطيع القول بان عوامل عديدةٍ استطاعت ان تصقل ثقافة الشيخ الطوسي ، وتمنحه هذه المكانة العلمية الكبيرة والمتميزة التي يمكننا اجمالها في مايلي :
١. المؤهلات الذاتية التي يمتلكها الشيخ الطوسي من ذكاء وفطنة وسرعة حافظةٍ ، ولعل نظرةً واحدةً في كتابه الأمالي توضح للقارى ء ماحظي به الشيخ من موهبةٍ عقليةٍ عاليةٍ ، فهو يروي خطباً او رسائل كاملة او احاديث مطوّلةٍ على ظهر قلبٍ مع ذكر السند واسماء الرواة وابائهم واجدادهم والقابهم حتى يوصلهم إلى مصدر الحديث او الخطبة اوالرسالة سواء كانت عن النبي صلىاللهعليهوآله او عن احد الائمة عليهمالسلام ، مثال ذلك قوله : وعنه عن شيخه رضياللهعنه قال : حدثني ابوعبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمهالله قال :
|
اخبرني ابوالحسن علي بن محمد بن الحسن الكاتب ، قال : اخبرني الحسن بن علي الزعفراني ، قال : اخبرني ابواسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عثمان ، قال : حدثنا علي بن محمد بن ابي سعيد عن فضيل بن جعد عن ابي اسحاق الهمداني قال : لما ولى اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ( صلوات الله عليه ) محمد بن ابي بكر مصر واعمالها كتب له كتاباً ، وامره ان يقراه على أهل مصر ، وليعمل به ، اوصاه به فيه ، وكان الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب إلى أهل مصر ومحمد بن ابي بكر ٢. |
ثم يستمر في قراءة رسالةٍ مطوّلةٍ استغرقت اكثر من ست صفحاتٍ من كتاب الأمالي ، الامرالذي يؤكد قوة الحافظة لديه ، وتمكنه من الاستيعاب ، وقدرته على التلقي.
٢. توفر للشيخ الطوسي من الاساتذة مالم يتوفر مثلهم لغيره من الطلبة كالشيخ المفيد
__________________
١. اليافعي ، مراة الجنان ، ج ٣ ، ص ٤٤.
٢. الطوسي ، الأمالي ، ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٣٠.