ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ١ ، وإلى هذا المعنى يشير الزمخشري في الكشاف إلى أنّه « أسد المعاني مادل عليه القرآن »٢ ، وفي هذا الصدد جاءت الآيات الكثيرة وهي تفسر أخواتها وتشرح مفرداتها ومضامينها فابن كثير مثلاً يذكر في تفسيره قول الله تعالى ( وَفِصالُهُ في عامَيْنِ ... ) الآية :
|
إنّ جماعة من الصحابة استنبطوا أنّ أقل مدة للحمل ستةِ أشهر لقوله تعالى ( وَحَمْلُهٌ وَفِصالُهُ ثَلاثُون شَهْراً ) ٣ و ٤. |
٢. الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : حيث كان صلىاللهعليهوآله يبيّن للصحابة ماخفي عليهم ولذلك حفظوا عنه من الاحاديث شيئاً كثيراً كانوا قد استعانوا بها فيما بعد على تفسير آيات الكتاب العزيز وبذلك صار الحديث النبوي الشريف مصدراً مهمّاً من مصادر التفسير في عصر الصحابة ومابعده أيضاً.
٣. الاجتهاد في الرأي : ـ والصحابة لايلجؤون إلى هذا اللون من التفسير إلا بعد أنْ عدم التيسير لهم للأخذ عن القرآن أو النبي صلىاللهعليهوآله ، لذلك يضطرّون إلى إعمال رأيهم في تفسير بعضٍ من آيات القرآن المجيد يساعدهم في ذلك معرفتُهم بمفردات اللغة وصياغتها وأسرارها.
٤. كتب الديانات الاُخرى كالإنجيل والتوراة : حيث اعتمد الصحابة عليها في معرفة قصص الأنبياء والاُمم الغابرة ، وقدكان الصحابة يرجعون في ذلك إلى من دخل في الإسلام من أهل الكتاب مثل كعب الأحبار وعبدالله بن سلام وأمثالهما.
وفي عهد التابعين أُضيف إلى هذه المصادر الأربعة مصدر آخر في التفسير ، كان التابعون يولونه شيئاً من الاهتمام ، وهو أقوال الصحابة فصارت مصادرهم التفسيرية القرآن الكريم وروايتهم عن الصحابة أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله وأقوال الصحابة واجتهاد التابعين أنفسهم
__________________
١. محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ، ج ٢ ، ص ١٧ ، بيروت.
٢. الزمخشري ، الكشاف ج ٢ ، ص ١٩٣.
٣. إنّ الذى بيّن هذا الإمام على عليهالسلام كما وضحت الروايات ذلك ، انظر الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٠.
٤. ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم ، ج ٣ ، ص ٤٤٥.