المسالك في الحروب لإعلاء كلمة الصدق؟ حتى قتل أبطال المشركين ، وكسر أصنام الملحدين ، وأدخل الناس في دين الله أفواجاً ، بمن لا يعادل عند الله جناح بعوضة ، أجهل الخلق أباً واُمّاً ، وألأمهم أصلاً وفرعاً ، ربّي في حجر الشرك ، ونشي في مهد الكفر ، وارتضع ثدي النفاق ، فرع الشجرة ، وأصل الفجرة ، ورأس المنافقين ، وأساس القاسطين ، الذي لعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولعن أباه وابنه في قوله : اللّهمّ العن الراكب والقائد والسائق (١).
فتبّاً لها اُمة ضالّة ، وسحقاً لها طائفة عن الحق عادلة ، ما أشدّ جهلها ، وأسفه حملها ، وأضعف عقولها ، وأخسر صفقتها ، وأكسد تجارتها؟ إذ عدلت عن مهابط التنزيل إلى مواطن الأباطيل ، وعن أعلام الإيمان إلى أحزاب الشيطان ، واستبدلوا بالدرّ الثمين السرجين ، واتّبعوا ما يتلو الشيطان (٢).
روي في معنى قوله سبحانه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ اللهََ عَلَى حَرفٍ ) (٣) أنّه كان أبو موسى وعمرو.
وروى ابن مردويه بأسانيده عن سويد بن غفلة ، قال : كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ بني إسرائيل اختلفوا فلم يزال اختلاف بينهم حتى بعثوا حكمين ضالّين ضالّ من اتّبعهما ، ولا تنفكّ اُموركم تختلف حتى تبعثوا حكمين يضلّان ويضلّ من تبعهما.
__________________
١ ـ وقعة صفّين : ٢٢٠ ، عنه البحار : ٣٣ / ١٩٠ ، والمقصودون هم : أبو سفيان ، ومعاوية وأخوه.
٢ ـ إقتباس م نالآية : ١٠٢ من سورة البقرة.
٣ ـ سورة الحجّ : ١١.