وكذلك فيه إرشاد إلى ألا نحكم بتكفير من يخالفنا من أهل القبلة والعلم الصحيح والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله بمجرد المخالفة لنا فى رأى أو عقيدة ، فإن مثل هذا لا يقدم عليه المسلم جزافا.
وعلينا أن ننظر بعد هذا كله إلى أن الإسلام منع قتل من يلقى السلم ومن بينه وبين المسلمين عهد وميثاق إما على النصر وإما على ترك القتال ، ورغب عن ابتغاء عرض الدنيا بالقتال ، ليكون لمحض رفع العدوان والبغي وتقرير الحق والإصلاح.
وأين هذا مما تفعله الدول الآن من القتال للربح وجمع الأموال وهم ينقضون العهد والميثاق مع الضعفاء ولا يلتزمون حفظ المعاهدات إلا مع الأقوياء؟.
(لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥) دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٩٦))
تفسير المفردات
الضرر : المرض والعلل التي يعجز صاحبها معها عن الجهاد كالعمى والعرج ، المثوبة الحسنى : هى الجنة.
المعنى الجملي
بعد أن عاتب الله المؤمنين على ما صدر منهم من قتل من تكلم بالشهادة ـ ذكر فضيلة الجهاد وأن من نصب نفسه له فقد فاز فوزا عظيما ، فعليه أن يحترز من الوقوع فى الهفوات التي تخلّ بهذا المنصب العظيم.