واحدة فإذا أتمتها تأتى الطائفة الأخرى وهى التي كانت تحرس الأولى فتصلى معه الركعة الثانية ، وآية البقرة فى القصر من هيئة الصلاة بالترخيص فى عدم إقامة صورتها ، بأن يكتفى المشاة والركبان بالإيماء عن الركوع والسجود.
صلاة القصر فى السفر وشرطها
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر والعصر والعشاء فى السفر ركعتين ركعتين وكذلك فعل أبو بكر وعمر وسائر الصحابة ، ففى صحيح البخاري عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فى السفر لا يزيد على ركعتين ، وأبا بكر وعمر وعثمان ـ يعنى فى صدر خلافته ، وإلا فعثمان قد أتم فى آخر خلافته وكان ذلك أحد الأسباب التي أنكرت عليه ، وقد خرّج لفعله تأويلات اه.
قال ابن القيم وأحسن ما اعتذر به عن عثمان أنه قد تزوج بمنى ، والمسافر إذا أقام فى موضع وتزوج فيه أتم صلاته فيه وهو قول الحنفية والمالكية.
وقد روى الشيخان عن عائشة قالت «فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة زيد فى صلاة الحضر وأقرّت صلاة السفر».
وقال عمر بن الخطاب : صلاة السفر ركعتان ، والجمعة ركعتان ، والعيد ركعتان ، تمام غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى ، وكان قد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما بالنا نقصر؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته».
وقال أمية بن خالد لعبد الله بن عمر : إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف فى القرآن ولا نجد صلاة السفر فى القرآن (يعنى صلاة الرباعية ركعتين) فقال له ابن عمر : يا أخى إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا محمدا صلى الله عليه وسلم يفعل.
فالحق ما عليه الحنفية وغيرهم من وجوب القصر فى السفر خلافا للشافعية الذين أجازوا الإتمام.