عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩))
تفسير المفردات
الأمة : الجيل من الناس ، وشهيد كل أمة نبيها ، ثم لا يؤذن للذين كفروا : أي إنهم يستأذنون فلا يؤذن لهم ، ويقال استعتبه وأعتبه : إذا رضى عنه ، قال الخليل : العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة ؛ وعاتبه معاتبة وعتابا وأعتبه : سره بعد ما ساءه ، ينظرون : أي يمهلون ويؤخرون ، والشركاء : الأصنام والأوثان والشياطين والملائكة ، وندعو : نعبد ، والسلم : الاستسلام والانقياد ، وضل : ضاع وبطل والمراد بهؤلاء أمته الحاضر منهم عصر التنزيل ومن بعدهم إلى يوم القيامة ، وتبيانا : أي بيانا لأمور الدين إما نصافيها أو ببيان الرسول واستنباط العلماء المجتهدين فى كل عصر.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر حال هؤلاء المشركين وأنهم عرفوا نعمة الله ثم أنكروها ـ قفّى على ذلك بوعيدهم ، فذكر حالهم يوم القيامة ، وأنهم يكونون أذلاء لا يؤذن لهم فى الكلام لتبرئة أنفسهم ولا يمهلون ، بل يؤخذون إلى العذاب بلا تأخير ، وإذا رأوا معبوداتهم من الأصنام والأوثان والملائكة والآدميين قالوا هؤلاء معبوداتنا ، فكذبتهم تلك المعبودات ، واستسلموا لربهم ، وانقادوا له ، وبطل ما كانوا يفترونه ، ثم ذكر ذلك اليوم وهوله وما منح نبيه من الشرف العظيم وأنه أنزل عليه الكتاب ، ليبين للناس ما أشكل عليهم من مصالح دينهم ودنياهم ، ويهديهم سواء السبيل ، وفيه البشرى للمؤمنين بجنات النعيم.