يَعْلَمُونَ (٣) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥))
شرح المفردات
ربما (بضم الراء وتخفيف الباء وتشديدها) كلمة تدل على أن ما بعدها قليل الحصول ، فإذا قيل ربما زارنا فلان دل على أن حصول الزيارة منه قليل ، يلههم : أي يشغلهم من قولهم : لهيت عن الشيء ألهى لهيا إذا أعرضت عنه ، ما تسبق : أي ما يتقدم زمان أجلها.
الإيضاح
(الر) تقدم القول فى بيان معانى هذه الحروف ومبانيها ، فذكرنا أنها حروف تنبيه بمنزلة ألا ، ويا ، وينطق بأسمائها ساكنة فيقال : (ألف. لام. را).
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) أي تلك السورة من آيات ذلك الكتاب الكامل من بين سائر الكتب المنزلة من عند الله ، المبين للرشد من الغى ، والمظهر فى تضاعيفه للحكم والأحكام.
(رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) هذا إخبار من الله عن الكفار بأنهم سيندمون فى الآخرة على ما كانوا عليه من الكفر ، ويتمنون أن لو كانوا فى الدنيا مسلمين.
عن أبى موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا اجتمع أهل النار فى النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا بلى ، قالوا فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا فى النار؟ قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ، فسمع الله ما قالوا ، فأمر بمن كان فى النار من أهل القبلة فأخرجوا ، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا يا ليتنا كنا مسلمين