وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٥٠))
تفسير المفردات
أهل الذكر : أهل الكتاب كما قال : «وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ» أي التوراة ، والبينة : هى المعجزات الدالة على صدق الرسول ، والزبر : واحدها زبور ، وهى كتب الشرائع والتكاليف التي يبلغها الرسل إلى العباد ، والذكر : القرآن ، لتبين للناس : أي لتوضح لهم ما خفى عليهم من أسرار التشريع ، والمكر : السعى بالفساد خفية ، والسيئات : أي الأعمال التي تسوءهم عاقبتها ، يخسف بهم الأرض : أي يزيلها من الوجود وهم على سطحها ، فى تقلبهم : أي فى أسفارهم وسيرهم فى البلاد البعيدة للسعى فى أرزاقهم كما قال : «لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ» بمعجزين : أي بفائتين الله تعالى بالهرب والفرار ، والتخوف : التنقص من قولهم تخوّفت الشيء وتخيفّته إذا تنقصته ، والمراد أنه ينقص أموالهم وأنفسهم قليلا قليلا حتى يأتى عليها الفناء جميعا ، ويتفيأ : من الفيء يقال فاء الظل يفىء فيئا إذا رجع وعاد بعد ما أزاله ضياء الشمس ، والظلال : واحدها ظل وهو ما يكون أول النهار قبل أن تناله الشمس ، قال رؤبة : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فىء ، وما لم يكن عليه الشمس فهو ظل ، واليمين والشمائل : جانبا الشيء الكثيف من الجبال والأشجار وغيرها ، والسجود : الانقياد والخضوع من قولهم سجدت النخلة إذا مالت لكثرة الحمل ، ومنه قوله : «واسجد لقرد السوء فى زمانه» أي اخضع له ، داخرون : أي صاغرون منقادون واحدهم داخر وهو الذي يفعل ما تأمره به شاء أو أبى ، يخافون ربهم : أي يخافون عقابه ، من فوقهم : أي بالقهر والغلبة كما قال : «وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ».