تفسير المفردات
اللبث : الإقامة ، العادّين : الحفظة العادين لأعمال العباد وأعمارهم ، والعبث : ما خلا من الفائدة ؛ الحق : أي الثابت الذي لا يبيد ولا يزول ملكه ، والعرش : هو مركز تدبير العالم ، ووصفه بالكريم لشرفه ، وكل ما شرف فى جنسه يوصف بالكرم كما فى قوله : «وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ» وقوله : «وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً» يدعو : يعبد ، حسابه : أي جزاؤه.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر إنكارهم للبعث وأنهم لا يعترفون بحياة إلا ما كان فى هذه الدنيا ، وأنه بعد الفناء لا حياة ولا إعادة ـ ذكر هنا أنهم بعد أن يستقروا فى النار ويوقنوا أنهم مخلدون فيها أبدا ، يسألون سؤال تقريع وتوبيخ عن مدة لبثهم فى الأرض ، ليستبين لهم أن ما ظنوه أمدا طويلا يسير بالنسبة إلى ما أنكروه ، وحينئذ يزدادون حسرة وألما على ما كانوا يعتقدون فى الدنيا حين رأوا خلاف ما ظنوا ، ثم بين بعدئذ ما هو كالدليل على وجود البعث ، وهو تمييز المطيع من العاصي ، ولولاه لكان خلق العالم عبثا ، تنزه ربنا عن ذلك. ثم أتبع هذا بالرد على من أشرك معه غيره ، وأنذره بالعذاب الأليم ، ثم أمر رسوله أن يطلب منه غفران الذنوب ، وأن يثنى عليه بما هو أهله.