تفسير المفردات
الكتاب : هو القرآن ، مصدقا لما بين يديه : أي لما تقدمه من الكتب السماوية ، خبير بصير : أي محيط ببواطن أمورهم وظواهرها ، مقتصد : أي عامل به تارة ، ومخالف له أخرى ، سابق : أي متقدم إلى ثواب الله راج دخول جنته ، بالخيرات : أي بسبب ما يعمل من الخيرات والأعمال الصالحة ، بإذن الله : أي بتوفيقه وتيسيره ، والحزن : هو الخوف من محذور يقع في المستقبل ، دار المقامة : أي دار الإقامة التي لا انتقال عنها أبدا وهى الجنة ، نصب : أي تعب ، ولغوب : أي كلال وفتور.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن الذين يتلون كتاب الله يوفيهم أجرهم ـ أكد هذا وقرره بأن هذا الكتاب حق وصدق ، وهو مصدق لما بين يديه من الكتب ، فتاليه مستحق لهذا الأجر والثواب ، ثم قسم هؤلاء الذين أورثوا الكتاب أقساما ثلاثة : ظالم لنفسه ومقتصد ، وسابق بالخيرات ، ثم ذكر جزاء هؤلاء السابقين ، وأنهم يدخلون جنات تجرى من تحتها الأنهار وأنهم يحلّون فيها أساور الذهب واللؤلؤ ، ويلبسون الحرير ، ويقولون حينئذ : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ، ويقولون : إنه أحلنا دارا لا نصب فيها ولا تعب.
الإيضاح
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) أي إن القرآن الذي أنزلناه إليك هو الحق من ربك ، وعليك وعلى أمتك أن تعمل به وتتبع ما فيه ، دون غيره من الكتب التي أوحيت إلى غيرك ، وهو مصدق لما مضى بين يديه مما أنزل إلى الرسل من قبله فصار إماما لها (إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) أي إن الله خبير بأحوال عباده ، بصير بما يصلح