تفسير المفردات
لا يقضى عليهم : أي لا يحكم عليهم بموت ثان ، يصطرخون : أي يصيحون أشد الصياح للاستغاثة ، نعمركم : أي نمهلكم ، للظالمين : أي للكافرين ، نصير : أي معين يدفع عنهم العذاب.
المعنى الجملي
بعد أن بين ما لعباده الذين أورثوا الكتاب من النعمة في دار السرور التي قال فى مثلها القائل :
علياء لا تنزل الأحزان ساحتها |
|
لو مسها حجر مسته سرّاء |
أردف ذلك ذكر ما لأضدادهم من النقمة ، زيادة في سرورهم بما قاسوا في الدنيا من تكبرهم عليهم وفخارهم بما أوتوا من نعيم زائل وحبور لا يدوم.
الإيضاح
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) أي والذين ستروا ما تدل عليه العقول من شموس الآيات وأنوار الدلالات ، لهم نار جهنم لا يحكم عليهم فيها بموت ثان فيستريحوا من الآلام ، ولا يخفف عنهم العذاب فيها ، بل كلما خبت زيد سعيرها.
ونحو الآية قوله : «وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ ، قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ» وقوله : «إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ» وقوله : «كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً» وقوله : «فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً».
ثم بين أن هذا جزاء كل كافر بنعمة ربه ، جاحد بوحدانيته فقال :