(وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) أي وهيأ لهم ثوابا حسنا فى الآخرة يأتيهم بلا طلب بما يتمتعون به من لذات المآكل والمشارب والملابس والمساكن فى فسيح الجنات مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨))
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عز اسمه تأديبه لنبيه فى ابتداء السورة ، وذكر ما ينبغى أن يكون عليه مع أهله ـ ذكر ما ينبغى أن يكون عليه مع الخلق كافة.
الإيضاح
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) أي يا أيها الرسول إنا بعثناك شاهدا على من بعثت إليهم تراقب أحوالهم ، وترى أعمالهم ، وتتحمل الشهادة بما صدر منهم من تصديق وتكذيب ، وسائر ما يفعلون من الهدى والضلال ، وتؤدّى ذلك يوم القيامة ، وأرسلناك مبشرا لهم بالجنة إن صدّقوك ، وعملوا بما جئتهم به من عند ربك ، ومنذرا لهم بالنار يدخلونها فيعذبون فيها إن هم كذبوك وخالفوا ما أمرتهم به ونهيتهم عنه.
(وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) أي وداعيا الخلق إلى الإقرار بوحدانيته تعالى ، سائر ما يجب له من صفات الكمال ، وإلى عبادته ، ومراقبته فى السر والعلن ـ