قائمة الکتاب
الظلم شرعاً
١١١
إعدادات
الأسرار الفاطميّة
الأسرار الفاطميّة
المؤلف :الشيخ محمد فاضل المسعودي
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :مؤسسة الزائر في الروضة المقدسة ـ لحضرة فاطمة المعصومة عليه السلام للطبعة والنشر
الصفحات :535
تحمیل
وخروج أمير المؤمنين عليهالسلام من داخل الدار محمرّ العين حاسراً ، حتى ألقى ملاءته عليها وضمّها إلى صدره وقوله لها : يا بنت رسول الله ، قد علمت أنّ أباك بعثه الله رحمة للعالمين ، فالله الله أن تكشفي خمارك ، وترفعي ناصيتك ، فوالله يا فاطمة ، لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أنّ محمداً رسول الله ، ولا موسى ولا عيسى ولا إبراهيم ولا نوح ولا آدم ، [ ولا ] دابّة تمشي على الأرض ، ولا طائراً في السماء إلا أهلكه الله.
ثم قال : يابن الخطّاب ، لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه ، اُخرج قبل أن اُشهر سيفي فاُفني غابر الاُمّة ، فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمان بن أبي بكر ، فصاروا من خارج الدار.
وصاح أمير المؤمنين بفضّة يا فضّة ، مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء ، فقد جاءها المخاض من الرفسة ، وردّ الباب ، فأسقطت محسناً.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : فإنّه لاحقٌ بجدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيشكو إليه الحديث (١).
وفي علم اليقين في اُصول الدين : ثم إنّ عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين عليهالسلام فوافوا بابه مغلقاً ؛
فصاحوا به : اُخرج يا عليّ ، فإنّ خليفة رسول الله يدعوك ، فلم يفتح لهم الباب ؛ فأتوا بحطب فوضعوه على الباب ، وجاؤوا بالنار ليضرموه ، فصاح عمر ، وقال : والله ، لئن لم تفتحوا لنضرمنّه بالنار ، فلمّا عرفت فاطمة عليهاالسلام أنّهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب ، فدفعها القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فاختبت فاطمة عليهاالسلام وراء الباب والحائط.
ثم إنّهم تواثبوا على أمير المؤمنين عليهالسلام وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحباً من داره ، ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى المسجد.
فحالت فاطمة عليهاالسلام بينهم وبين بعلها ، وقالت :
والله ، لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً ، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا
__________________
(١) البحار : ٥٣ / ١٨ ، بهجة قلب المصطفى : ٥٢٨ ح ٢٣ ، اعلموا أني فاطمة : ٨ / ٧١٦.