الأولين والآخرين : وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين ، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون : يا فاطمة ! ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) ٤٢ ال عمران (١). الىٰ آخر الحديث.
فيكون الحديث بمثابة تحديد لاطلاق كلمة العالمين التي وردت في الآية القرآنية فتكون النتيجة أن مريم سيدة نساء عالمها وفاطمة سيدة نساء الاولين والآخرين.
٣) أما القرآن الكريم فلقد وردت كلمة تفضيل علىٰ العالمين ليست لمريم فقط بل جاءت لبني إسرئيل ولانبياء بني إسرائيل فمثلاً قوله تعالىٰ ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) (٢). فالآية الشريفة بينت أن الله تعالى فضلهم على العالمين هذا هو الظاهر منها ولكن من منا يقول إن هؤلاء الأنبياء أفضل من نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يوجد أحد يقول ذلك فنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم الأنبياء ، بل هناك فرقاً شاسعاً بينه وبينهم وخاصة نحن نرىٰ أن القرآن الكريم يقول ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) ... إذن بلسان القرآن الكريم ان هناك فرقاً بين الأنبياء وهناك تفضيل بينهم ، وهذا دليل واضح علىٰ أنهم ـ أي هؤلاء الأنبياء ـ أفضل أنبياء زمانهم ، إذ من القرآن الكريم نستفيد أن هذا الاطلاق يحمل تقييده معه أي يحمل قيده.
وهناك شواهد أُخرىٰ تدل علىٰ هذه المسألة المطروحة في المقام ، فهذا القرآن الكريم يقول ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ). فالمعروف أن بني إسرائيل هم اليهود والقرآن يقول فضلتكم علىٰ العالمين فهل هناك إنسان مسلم أو مسيحي يقول أن اليهود أفضل من عليها أو أفضل من المسلمين ؟ لا شك ولا ريب لا أحد يقول بهذه المقالة إلا من كان منهم إذن ما معنىٰ أني فضلتكم علىٰ العالمين ؟ هل لانه في زمانهم كثرة الأنبياء ؟ وهذا في الحقيقة لا يدل علىٰ
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٩٣ / ح ١٨ ، عنه البحار : ٤٣ / ٢٤ ح ٢٠ / تأويل الآيات : ١ / ١١١ ح ١٧ نور الثقلين : ١ / ٢٨١ ح ١٣٥. اثبات الهداة : ١ / ٥٣٨ ح ١٦٦. بشارة المصطفى : ٢١٨ روضة الواعظين ١٨٠ ، غاية المرام ٥٢ ح ٣٢.
(٢) الانعام : آية ٨٦.