أبي طالب عليهالسلام ، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها :
* « ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شيء فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتوراة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا ولا نحتاج إلى أحد حتىٰ أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ... » (١).
وأيضاً ما رواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسئلة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبد الله عليهالسلام ستراً ... « وساق الحديث » ... حتى أجابه الإمام قائلاً : « وان عندنا لمصحف فاطمة عليهاالسلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد انما هو شيء املاها الله وأوحى اليها قال قلت هذا والله هو العلم انه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : انّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شيء هو العلم ، قال ما يحدث باللّيل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (٢).
* وفي حديثٍ عن حمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة عليهاالسلام ؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل اليها ملكا يسلّي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك الىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فاعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال اما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون (٣).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣ / ١٧٠ ح ١.
(٢) بصائر الدرجات : ٣ / ١٧٢ ح ٣.
(٣) بصائر الدرجات : ٣ / ١٧٧ ح ١٨.