الأوقات تجري على هذه صار ما يحدث / عنها يجري أيضا على نحو ما يجري ، أعني دورا. وقد يعرض في هذا شك ما وهو أنه إذا كان التكون العارض من قبل هذه دورا فما بال بعض الأشياء يوجد كذلك أعني أنه إذا وجد المتأخر وجد المتقدم وإذا وجد المتقدم وجد المتأخر مثال ذلك أنه إذا كان غيم فمطر وإذا كان مطر فغيم. ولسنا نجد الناس ولا الحيوانات يتحركون دورا باعيانهم حتى يعود الشخص منهم بعينه نفسه وليس يلزم عن وجود المتقدم وجود المتأخر ، فإنه ليس واجبا إن كان أبوك موجودا ان توجد عنه بل إن كنت أنت فواجب أن يكون أبوك لكن ليس يمر الأمر في هذا الى غير نهاية بالذات والا لم توجد أنت الا بعد وجود اشخاص لا نهاية لهم وإذا كان هذا هكذا ، فلا المتقدم البعيد يلزم عن وجود المتأخر إلا بالعرض ولا المتأخر يلزم عن وجود المتقدم أصلا. وإنما يشبه أن يكون عرض هذا لهذه الأشياء لان التكون فيها جار على استقامة. ومبدأ النظر في هذا الفحص هل هاهنا شيء يعود دورا على مثال واحد ام بعضها يعود دورا بالشخص وبعضها يعود دورا بالنوع. فإن الذي تبين أنه واجب في هذه الأشياء أن يعود دورا إنما هو الواحد بالنوع لا الواحد بالشخص فنقول :
إن كل ما كان من أشخاص الجواهر متحركا إلا أنه غير ممكن فيه أن يفسد فإنه يعود بالشخص ، وذلك أن الحركة إنما هي موجودة في المتحرك مثل الشمس والقمر؛ وأما ما كان من أشخاص الجواهر قابلا للفساد فلا يمكن فيه أن يعود بالشخص وإنما يمكن فيه أن يعود بالنوع ، مثل تكون الهواء عن الماء والماء عن الهواء لا ان شخص ذلك الماء الفاسد بعينه يعود دورا. ولو قدرنا المادة واحدة والفاعل