هيولاها واحدة فليس يقع فيها مخالطة إذ ليس يقع من كل واحد منها انفعال من صاحبه ، مثل صناعة الطب فإنها في الأبدان كما قيل وليس تفعل فيها الأبدان. ولما كانت الأشياء التي هيولاها واحدة هي متضادة على ما تقدم ، فالكيفية التي تكون للمختلط بما هو مختلط هي كيفية متوسطة بين الضدين الموجودين في المختلطين. وأيضا فإنه تختص الأشياء المختلطة بصفة ثانية وهي أن تكون سهلة التقسيم مستوعية في كل واحد من المختلطين ، فإنه إذا انقسم أحد المختلطين إلى أجزاء كبار والثاني إلى صغار لم تكن مخالطة ، لأن الكبار تغلب الصغار فيكون ذلك فسادا للصغار وزيادة في حجم المختلط الثابت ، مثل رطل من الخمر إذا خالط ارطالا من الماء فإنه يعود ماء. وسهولة التقسيم تعرض للأشياء المختلطة من قبل / الرطوبة كما أن عسره يعرض من قبل اليبوسة فلذلك أحق الأشياء في الاختلاط هي الأشياء الرطبة ما لم تكن لزجة. وأما الاختلاط فإنما يعرض إذا فعل كل واحد من الضدين في صاحبه فعلا قريبا من السواء حتى يعرض للمختلطين كيفية واحدة متوسطة بين ذينك الضدين ويكون الموضوع لتلك الكيفية كمية المختلطين معا ضرورة وذلك إذا كان المختلطان عند ما يغير كل واحد منهما صاحبه يستفيد كيفية سواء ، حتى إذا صار إلى الكيفية الوسط ، التي هي بالطبع كيفية واحدة لموضوع واحد ، كان الموضوع لها الكميتان جميعا واما إذا لم يكن استفاد الكيفية كل واحد منهما على شرع سواء لعسر قبول أحدهما كانت كمية المختلط أقل من كمية المختلطين لأن الأجزاء القابلة لتلك الكيفية المتوسطة من المختلط العسير القبول تكون قليلة ولذلك ربما لم يستفد أحد المختلطين من الآخر إلاّ كيفية فقط وذلك لعسر القبول