رسول الله صلى الله عليه واله وهو عنه ـ أي عن علي عليه السلام ـ راض (١).
٤١ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أعلم بالواقع
روى العلامة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي بسنده عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر ، علي والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فتذاكروا العزل فقالوا : لا باس به.
فقال رجل : إنهم يزعمون أنها الموعودة الصغرى.
فقال علي عليه السلام : لا تكون موعودة حتى تمر على النارات السبع ، تكون سلالة من طين ثم تكون نطفة ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم تكون عظاما ثم تكون لحما ثم تكون خلقا آخر.
فقال عمر : صدقت أطال الله بقاءك (٢).
أقول : جواب الامام علي عليه السلام حول المراحل السبعة في خلق الانسان مستلهم من القرآن الكريم في قوله تعالى : (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) (٣) تشير الاية إلى تطور الانسان ، وتكامله في رحم الام حتى الولادة.
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ : ٢٢ كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧ : ٥٧.
(٢) إحقاق الحق وملحقاته ١٧ : ٤٣٤ رواه عن جامع العلوم والحكم ١ : ٤٦ ح ٤ ، مشكل الاثار ٢ : ٣٧٣ ، وفيه : ان اليهود تزعم أنها الموءودة الصغرى ـ بدلا عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الامام علي فعجب عمر من قوله : وقال : جزاك الله خيرا. وجاء في محاضرات الادباء ١ : ٩٦ : أول من خاطب ب «أطال الله بقاءك» عمر بن الخطاب ، قاله لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
(٣) المؤمنون : ١١ ـ ١٤.