يعجز عن ذلك يضطر أن يبعث السائل اليهودي إلى الامام علي عليه السلام لياخذ الجواب؟
فعلى هذا فهل يمكن التوقع من أبي بكر أن يصف لنا النبي صلى الله عليه واله من الناحية العلمية والدينية والاخلاقية بينما هو عاجز عن توصيفه من الناحية الجسمية؟
وهل يعقل أن نلتمس من أبي بكر أن يخطو خطى النبي صلى الله عليه واله ، ويسير على نهجه ، ويواصل سبيله ، لكي يشد عزم المسلمين في دينهم ، ويهدي الكافرين إلى الصراط المستقيم ، ويسوقهم نحو معرفة شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه واله وهو يعجز عن توصيف رسول الله صلى الله عليه واله؟
٢٢ ـ أبو بكر يستشير عليا عليه السلام ويمنعه من الجهاد
قال العلامة الشيخ محمد مخلوف المالكي ـ وهو من علماء مصر المعاصرين ـ : كان أبو بكر كثيرا ما يحرص على آراء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولذلك كان يدأب في إبقاء الامام علي عليه السلام بجواره في المدينة ولم يرض له الخروج من المدينة والحجاز ، أو الاشتراك في الحروب مع المجاهدين (١).
٢٣ ـ أبو بكر يرجع إلى علي عليه السلام في حل مسائل اليهودي
روى العلامة الاديب ابن دريد البصري في كتابه المجتنى بسنده عن أنس بن مالك قال : أقبل يهودي بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله حتى دخل المسجد فقال : أين وصي رسول الله صلى الله عليه واله؟ فاشار القوم إلى أبى بكر.
فوقف عليه فقال : اريد أن أسالك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.
قال أبو بكر : سل عما بدالك.
قال اليهودي : أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله؟
__________________
(١) طبقات المالكية ٢ : ٤١.