٨ ـ معاوية يعترف : علي عليه السلام سن الفصاحة للعرب
أخرج العلامة ابن أبي الحديد : لما قال محفن بن أبي محفن لمعاوية : جئتك من عند أعيى الناس ، والظاهر أن معاوية ساءله : من أين أتيت؟ قال ذلك في جوابه ـ ويقصد بأعيى الناس الامام علي عليه السلام ـ :
قال له معاوية : ويحك!! كيف يكون أعيى الناس؟! يابن اللخناء ، العلي تقول هذا؟! فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره.
وقال لمحفن بن أبي محفن ـ لما قال له : جئتك من عند أبخل الناس ـ : ويحك! كيف تقول إنه أبخل الناس؟! لو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه (١).
وقال ابن قتيبة : ذكروا ان عبد الله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب.
فقال معاوية : لله أنت!! أتدري ما قلت؟.
أما قولك «الغبي» ، فو الله لو أن ألسن الناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان علي عليه السلام.
وأما قولك «إنه جبان» : فيكلتك امك هل رأيت أحدا قط بارزه إلا قتله؟ وأما قولك «إنه بخيل» ، فو الله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والاخر من تبن لانفد تبره قبل تبنه.
فقال ابن أبي محجن الثقفي : فعلام تقاتله إذا؟
قال : على دم عثمان ، وعلى هذا الخاتم الذي من جعله في يده جازت طينته
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ : ٢٢.