وبين يديه تمر ، فسلمت عليه ، فرد علي وناولني من التمر مل ء كفه ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة. ثم مضيت من عنده إلى عند علي بن أبي طالب عليه السلام وبين يديه تمر ، فسلمت عليه ، فرد علي وضحك إلى وناولني من التمر مل ء كفه ، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، فكثر تعجبي من ذلك.
فرجعت إلى النبي فقلت : يا رسول الله ، جئتك وبين يديك تمر ، فناولتني مل ء كفك ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، ثم مضيت إلى عند علي بن أبى طالب وبين يديه تمر ، فناولني مل ء كفه ، فعددته ثلاثا وسبعين ، فتعجبت من ذلك.
فتبسم النبي صلى الله عليه واله وقال : يا أبا هريرة ، أما علمت أن يدي ويد علي في العدل سواء (١).
١٠ ـ أبو بكر يعترف : علي عليه السلام أسبق الناس بيعة للنبي صلى الله عليه واله
أخرج العلامة الحافظ ابن عساكر عن الدار قطني بسنده عن أبي رافع ، قال : كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعباس : انشدك الله هل ان رسول الله صلى الله عليه واله جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعكم دون قريش ، فقال صلى الله عليه واله : يا بني عبد المطلب ، إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا وخليفة في أهله ، فمن منكم ـ يقوم و ـ يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي؟ فلم يقم منكم أحد.
فقال صلى الله عليه واله : يا بني عبد المطلب ، كونوا في الاسلام رؤساء ولا تكونوا أذنابا ، والله ليقومن قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمن.
فقام علي من بينكم ، فبايعه على ما شرط له ودعا إليه ، أتعلم هذا له من
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ : ٧٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٦٨ ، كفاية الطالب : ٢٥٦ فصل «٦٢» ، فرائد السمطين ١ : ٥٠ ح ١٥.