٤٩ ـ عمر يستشير عليا عليه السلام في حرب الفرس
أخرج المؤرخون والحفاظ وآخرون غيرهم في كتبهم انه ورد على عمر بن الخطاب كتاب فيه ـ ان الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الاسلامية ، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله منهم الامام علي يستشيرهم في هذا الامر.
فابدى كل واحد منهم رأيه في قتال الفرس ، ورأى عمر أن آراء ونظريات هؤلاء وخططهم التي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة ، بل ان ضررها أكثر من نفعها.
فالتفت عمر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان ساكتا لا يتكلم ، فقال له عمر : يا أبا الحسن لم لا تشير بشئ كما أشار غيرك؟
فقال علي عليه السلام كلاما نقص فيه آراء الحاضرين وفندها ثم أبدى رأيا وخطة كان فيها نفع كبير ، وكان في ضمن ما أبداه : إرسال ابنه الامام الحسن عليه السلام مع الجند إلى اصفهان بان يحول إليه إجراء جزئيات الخطة الاستراتيجية ، فكان من نتائج رأي الامام علي عليه السلام وخطتة انتصار جيوش المسلمين على يهود إيران والزرادشتيين وفرار يزدجرد عظيم الفرس وبزوغ شمس الاسلام في نصف بقاع الفرس وخاصة في أصفهان.
ولكن قبل أن نتطرق إلى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تجدر الاشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه واستنكره عمر بن الخطاب ألا وهو خليفة عمر عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل البصرة فيسيروا من
__________________
وقد روى هذه القصة العشرات من الصحابة ونقلها عشرات المحدثين والمؤرخين وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام.