السلمي لعثمان بن نهيك (١) حدثني به يحيى بن البحتري عن أبيه في خبر لأبيه مع الفتح :
كم تغضبت بالجهالة مني |
|
بعد ملك الرضى على عثمان |
ملك ناعم الخليفة تطر |
|
يه بكلّ المديح كلّ إنسان |
وإذا جئته تبيّن لك الإك |
|
رام منه في أوجه الغلمان |
فامتحنت الأيام جهدي حتى |
|
ردّني صاغرا إليه امتحاني |
وأراني زماني الغضّ من جدواه |
|
ادّعاء السرور خير زمان |
فتلقّى بالفضل سيّئ فعلى |
|
وذنوبي بالعفو والإحسان |
قال رشأ : وحدثنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي ، نا محمد بن يحيى الصولي (٢) ، نا أحمد بن الحارث ، نا مساور بن لا حق ـ وكان أحد الكتّاب الحذّاق ـ قال : اعتلّ يحيى بن خالد فدخل عليه أشجع السّلمي فأنشده :
لقد قرعت شكاة أبي عليّ |
|
صفاة (٣) معاشر كانوا صحاحا |
فإن يدفع لنا الرّحمن عنه |
|
صروف الدهر والأجل المتاحا |
فقد أمسى صلاح أبي عليّ |
|
لأهل الأرض (٤) كلهم صلاحا |
إذا ما الموت أخطأه فلسنا |
|
نبالي الموت حيث غدا وراحا |
قال : ونا الصولي ـ أظنه قال : حدثني ـ : حسين بن فهم عن أبيه قال : كتب أشجع بن عمرو السلمي إلى الرشيد في عيد (٥).
لا زلت تنشر أعيادا وتطويها |
|
تمضي بها لك أيام وتثنيها |
مستقبلا جدة الدنيا وبهجتها |
|
أيّامها لك نظم في لياليها |
والعيد والعيد والأيام بينهما |
|
موصولة لك لا تفنى وتفنيها |
ولا تقضّت بك الدّنيا ولا برحت |
|
يطوي لك الدّهر أياما وتطويها (٦) |
__________________
(١) عن الصولي ص ٨٤ وبالأصل «هيك».
(٢) أخبار الشعراء للصولي ص ٨٠ والأغاني ٨ / ٢٥٠.
(٣) الصولي : قلوب.
(٤) الصولي : الدين.
(٥) كذا بالأصل وبغية الطلب ٤ / ١٨٧٢.
(٦) بالأصل «تطوى لك الدهر أيام وتطويها».
والأبيات في أخبار الشعراء ص ٨٠ ـ ٨١ والأغاني ١٨ / ٢٤٦.