أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا النسيب أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال : قرأت على أبي لأشجع بن عمرو السلمي يمدح جعفر بن خالد البرمكي (١) :
أتصبر يا قلب أم تجزع |
|
قال فإن الدّيار غدا بلقع |
غدا يتفرّق أهل الهوى |
|
ويكثر باك ويسترجع (٢) |
وتختلف الدار بالظاعن |
|
ين فخذ ما شئت ولا تجمع |
وتمضي الطلول ويبقى الهوى |
|
ويصنع ذو الشوق ما يصنع |
فها أنت تبكي وهم جيرة |
|
فكيف يكون إذا ودّعوا |
وراحت بهم أو غدت أينق |
|
تخب على الأين أو توضع |
أتطمع في العيش بعد الفرا |
|
ق محبّ لعمرك ما يطمع (٣) |
هناك تقطع من تشتهي ال |
|
وصال ويوصل من يقطع |
لعمري لقد قلت يوم الفرا |
|
ق فأسمعت صوتك من يسمع (٤) |
فما عرّجوا حين ناديتهم |
|
وقد قتلوك (٥) وما ودّعوا |
فإن تصبح الأرض عريانة |
|
تهب بها الشمال الزعزع |
فقد كان ساكنها ناعما |
|
له محضر وله مربع |
ومغترب ينقض ليله |
|
قنوتا ومقلته تهمع |
يؤرقه ما به في الفؤا |
|
د فما يستقر به مضجع |
ألا إنّ بالغور له حاجة |
|
تؤرق عيني فما تهجع |
إذا الليل ألبسني ثوبه |
|
تقلّب فيه فتى موجع |
__________________
(١) انظر أخبار الشعراء المحدثين للصولي ص ٨٢ ـ ٨٣ و ١٠٢ ـ ١٠٣ والأغاني ١٨ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ وبغية الطلب لابن العديم ٤ / ١٨٧٣.
(٢) في المصادر : ومسترجع.
(٣) الصولي : لبئس لعمرك ما تطمع.
(٤) البيت في الصولي :
لعمري لقد قلت يوم الوداع |
|
وأعلنت قولك لو يسمع. |
(٥) الصولي : ولا آذنوك.