أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل قال : ومن أحسن ما قيل فيه ما كتبته بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي البوشنجي (١) :
اودى الإمام الحبر إسماعيل |
|
لهفي عليه فليس (٢) منه بديل |
بكت السماء والأرض يوم وفاته |
|
وبكى عليه الوحي والتنزيل |
والشمس والقمر المنير تناوحا |
|
حزنا عليه وللنجوم عويل |
والأرض خاشعة تبكّي شجوها |
|
ويلي تولول : أين إسماعيل؟ |
أين الامام الفرد في آدابه؟ |
|
ما إن له في العالمين عديل |
لا تخدعنك منى الحياة فإنّها |
|
تلهي وتنسي والمنى تضليل |
وتأهّبن للموت قبل نزوله |
|
فالموت حتم والبقاء قليل |
قال عبد الغافر : وحكى بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر بن أبي نصر المفسّر المقرئ الحنيفي جالسا على كرسي وبيده جزء يقرأه فسأله عما فيه فقال : إذا احتاج الملائكة إلى الحجّ وزيارة بيت الله العتيق جاءوا إلى زيارة قبر إسماعيل الصّابوني.
قال : وقرأت من خط الفقيه أبي سعد السّكري أنه حكى عن السيد أبي إبراهيم بن أبي الحسن بن ظفر الحسيني أنه قال : رأيت في النوم السيد النقيب أبا القاسم زيد بن الحسن بن محمد بن الحسين ـ رحمهالله ـ وبين يديه طبق من الجواهر ـ ما شاء الله ـ فسألته فقال : أتحفت بهذا مما نثر على روح إسماعيل الصّابوني.
قال : وحكى المقرئ محمد بن عبد الحميد الأبيوردي الرجل الصالح عن الإمام فخر الإسلام أبي المعالي الجويني (٣) أنه رأى في المنام كأنه قيل له عد عقائد أهل الحقّ قال : فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحقّ تبارك وتعالى يقول : ألم تقل أن ابن الصّابوني رجل مسلم.
وقرأت أيضا من خط السكري حكاية رؤيا رآها الشيخ أبو العباس الشّقّاني رأى
__________________
(١) بالأصل «البوسنجي» والمثبت عن بغية الطلب.
والأبيات في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤ ومختصر ابن منظور ٤ / ٣٦٤ وبغية الطلب ٤ / ١٦٨٥.
(٢) سير الأعلام : ليس.
(٣) عبد الملك بن عبد الله بن يوسف إمام الحرمين ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٦٨.