آخر كلامه ، لا إله إلّا الله دخل الجنة» [٢٢٧٣].
ثم توفي رحمهالله من ساعته عصر يوم الخميس ، وحملت جنازته من الغد عصر يوم الجمعة إلى ميدان الحسين ، الرابع من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، واجتمع من الخلائق ما الله أعلم بعددهم ، وصلّى عليه ابنه أبو بكر ، ثم أخوه أبو يعلى ، ثم نقل إلى مشهد أبيه في سكة حرب ، وكان مولده في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، وكان وقت وفاته طاعنا في سبع وسبعين (١).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا القاضي أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي ، قال : توفي الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني رحمهالله في سنة خمسين وأربعمائة.
قال عبد العزيز : وكان شيخا ما رأيت في معناه زهدا ، وعلما كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء ، وكان يحفظ القرآن وتفسيره من كتب كثيرة ، وكان من حفاظ الحديث ، وكان مقدّما في الوعظ والأدب وغير ذلك من العلوم (٢).
قال ابن الأكفاني : ثم حدّثني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني (٣) ـ قدم علينا ـ قال حضرت وفاة أبي عثمان بنيسابور لأربع ليال مضت من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة وصلّى عليه ابنه أبو بكر.
قلت : وهذا هو الصحيح في وفاته.
سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر ـ بجرباذقان (٤) ـ قال : سمعت أبا محمد عبد الرشيد بن ناصر الواعظ ـ ببطحاء مكة ، من لفظه ـ قال : سمعت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور قال : سمعت الإمام أبو المعالي الجويني قال : كنت بمكة أتردد في المذاهب فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام فقال : عليك باعتقاد ابن الصّابوني.
__________________
(١) نقل الخبر ابن العديم في بغية الطلب ٤ / ١٦٨٣ ـ ١٦٨٤.
(٢) بغية الطلب ٤ / ١٦٨٤ ـ ١٦٨٥ نقلا عن ابن عساكر.
(٣) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى دهستان وهي بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان.
(٤) بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج وأصبهان ، كبيرة مشهورة (معجم البلدان).