عن بيعة الجن ، جاء صلىاللهعليهوسلم في مسجد الأحزاب ما كان بدؤها؟ فوجدته مستلقيا قد ـ يعني ـ رفع إحدى رجليه راد بين إصبعيه على صدره وهو يترنّم بهذه الأبيات :
فما روضة بالحزن طيبة الثرى |
|
يمج الثرى حثاثها وعرارها |
بأطيب من أردان عزة موهنا |
|
وقد وقدت بالمندل الرطب نارها |
من الخفرات البيض لم تلق شقوة |
|
وبالحسب المكنون صاف نجارها |
فإن برزت كانت لعينك قرة |
|
وإن تخف يوما لم يعممك عارها |
فقلت له : أمثلك أعزك الله في شرفك وسنك تتغنى؟ فقال : فو الله ما أكثرت ، وعاود يتغنى :
فما ظبية أدماء خفاقة الحشى |
|
تجوب بطيتها بطون الخمائل |
بأحسن منها إذ تقول تدللا |
|
وأدمعها تذرين حشو المكاحل |
تمتع يد الليل القصير فإنه |
|
رهين بأيام الشهور الأطاول |
فندمت على قولي الأول ثم قلت له : أصلحك الله ، أتحدثني من هذا بشيء؟ قال :
نعم ، حدثني أبي قال : دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه بهذا الشعر :
مغيرية كالبدر سنة وجهها |
|
مطهّرة الأثواب والدين وافر |
لها حسب ذاك وعرض مهذب |
|
وعن كل مكروه من الأمر زاجر |
من الخفرات البيض لم تلق ريبة |
|
ولم يستملها عن تقى الله شاعر |
فقال سالم : زدني ، فغنّاه :
ألمت بنا والليل داج كأنه |
|
جناح غراب عنه قد نفض القطرا |
فقلت أعطار ثوبي في رحالنا |
|
وما حملت ليلى سوى ريحها عطرا |
فقال سالم : أحسنت أما والله لو لا أن تداوله الرواة لأجزلت لك الجائزة وإنك من هذا الأمر بمكان. رواها الخرائطي عن يموت فخالفه في إسنادها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف ـ في كتابه ـ وحدثني أبو المعمر الأنصاري عنه ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو جعفر بن المسلمة وأبو الحسن بن