أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حموية الهمذاني ـ بها ـ أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي ، أنا أبو العباس أحمد بن سعيد الفقيه المعداني ، نا عبد الله بن محمود ، نا محمد بن إبراهيم ، نا سعيد بن عنبسة ، نا الهيثم بن عديّ ، قال : مرّ أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال : اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.
أخبرنا أبو العز ابن كادش ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أبو عبد الله محمد بن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب ، نا الفضل بن صعصعة ، نا عمر بن الضحاك ، عن أبيه قال : مرّ أشعب بقوم يعملون (٢) قفّة فقال لهم : أوسعوها ، فقالوا : ولم يا أشعب؟ قال : لعل يهدي إليّ إنسان فيها شيئا ما.
ونا [أبو](٣) عبد الله بن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب ، نا عبد الله بن أبي حرب ـ بسلمية (٤) ـ نا عمر بن الضحاك بن مخلد ، عن أبيه قال : كنت يوما أريد منزلي فالتفتّ فإذا أشعب قد أتى ، فقلت له : ما لك يا أشعب؟ فقال : يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك ، قلت : لعلها تسقط فآخذها ، قال : أي فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه وقلت له انصرف.
قال (٥) : ونا ابن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب الدّينوري ، حدثني ابن أبي عبد الرّحمن المقرئ عن أبيه قال : قال أشعب الطماع : ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين يتسارّان إلّا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء. رواهن الخطيب عن الجوهري.
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال : في سنة أربع وخمسين ومائة مات أشعب بن جبير الطامع على ما أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي عن عمر بن شبّة.
أخبرني الفضل بن الربيع قال : كان أشعب عندي سنة أربع وخمسين ومائة وهو أشعب بن جبير وكان أبوه مولى آل الزبير ، فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا مع من قتل.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٧ / ٤٢.
(٢) بالأصل «يعلمون».
(٣) زيادة عن تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.
(٤) بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين ، وأهل الشام يشددون الياء (معجم البلدان).
(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.