ابن أخي ما بلغ من طمعك قال : بلغ من طمعي أنه ما زفّت بالمدينة امرأة إلّا كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ (١).
قال الخطابي يقول : أخبر ابن أخي مجاهدا بذلك غير مساتر ، ومن هذا قول ذي الرمة (٢) :
أحب المكان القفر من أجل أنني |
|
به أتغنى باسمها غير معجم |
أي أجهر بالصوت بذكرها لا أكنّي عنها حذار كاسح أو خوفا من رقيب ، وعلى هذا تأول بعض العلماء قوله صلىاللهعليهوسلم : «ليس منّا من لم يتغن بالقرآن» [٢٣٣٠] أي يجهر به.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني هلال بن محمد بن جعفر الحفّار ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا محمد بن مخلد ، نا إبراهيم بن راشد ، قال : قال أبو عاصم النبيل : قيل لأشعب : ما بلغ من طمعك؟ قال : لم تزفّ عروس بالمدينة إلى زوجها إلّا قلت يجيئون بها إليّ قبله.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أبي علي ، نا علي بن محمد بن لؤلؤ ، نا عبد الله بن سليمان ، نا يحيى بن عبد الرّحمن الأعشى ، نا أبو عاصم قال : أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطامع فقال له : حدّثه ما بلغ من طمعك ، قال : بلغ من طمعي أنه ما زفّت امرأة بالمدينة إلّا كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ.
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ـ إملاء ـ أنا أبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقندي ـ بنيسابور ـ أنا أبو بكر بن أبي زكريا ـ ببلخ ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي (٤) ، نا عبد الملك بن محمد بن عباس الفارسي ، نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ، نا سعد بن عبد الله الرازي ، قال : سمعت الهيثم بن عديّ يقول : مرّ أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال : اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٧ / ٦٨ وميزان الاعتدال ١ / ٢٦١ وفيه : وقلت : إلّا قلت يجيئون بها إليّ.
(٢) ديوانه ص ٦٢٨.
(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.
(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٢.