في الإنجيل؟ قالوا : ما نجد له ذكرا ، قال : بلى والذي نفسي بيده إنه لفي الإنجيل مكتوب كهيئة قرست (١) ولست بقرست ، فانظروا. فنظروا ، فقالوا : نجد الشيطان حظر حظرة بقلم لا ندري ما هي ، فقال له رجل من الأنصار أو المهاجرين : أكفر هؤلاء يا أبا بكر؟ فقال : نعم ، وأنتم ستكفرون ، فلمّا كان يوم مسيلمة قال ذلك الرجل لأبي بكر : هذا الذي قلت لنا يوم دومة الجندل إنّا سنكفر ، فقال : لا ، ولكن أخرياتكم (٢).
قال (٣) : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر البغدادي ، حدّثنا أبو علاثة ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود عن عروة قال : ولمّا توجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم قافلا إلى المدينة بعث خالد بن الوليد في أربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر دومة الجندل فلما عهد إليه عهده قال خالد : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم كيف بدومة الجندل وفيها أكيدر وإنا نأتيها في عصابة من المسلمين؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لعل الله يكفيك (٤) أكيدر ، ـ أحسب [قال] ـ يقتنص ، فيقبض (٥) المفتاح فتأخذه ، فيفتح الله لك دومة».
فسار خالد بن الوليد حتى إذا دنا منها نزل في أدبارها ، لذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لعلك تلقاه يصطاد» قال : فبينما خالد وأصحابه في منزلهم ليلا ، إذ أقبلت البقر حتى جعلت تحتك (٦) بباب الحصن وأكيدر يشرب ويتغنى في حصنه بين امرأتيه ، فاطّلعت إحدى امرأتيه فرأت البقر تحتك بالباب وبالحائط ، فقالت امرأته لم أر كالليلة في اللحم قال : وما ذاك؟ قالت : هذه البقر تحتك بالباب وبالحائط ، فلما رأى ذلك أكيدر ثار فركب على فرس معدّة له وركب غلمانه وأهله فطلبها حتى مرّ بخالد وأصحابه فأخذوه ومن كان معه فأوثقهم ، وذكر خالد قول النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال خالد لأكيدر : أرأيتك أن أجرتك تفتح لي باب دومة؟ قال : نعم.
فانطلق حتى دنا منها ، فعاد أهلها وأرادوا أن يفتحوا له فأبى عليهم أخوه ، فلما رأى ذلك قال لخالد : أيها الرجل خلني ، فلك الله أن أفتحها لك ، إن أخي لا يفتحها ما علم أني
__________________
(١) في دلائل البيهقي : قرشت وليست بقرشت.
(٢) مهملة بالأصل ، والمثبت عن دلائل البيهقي.
(٣) دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٢٥١.
(٤) دلائل البيهقي : يلقيك.
(٥) دلائل البيهقي : فتقتنص.
(٦) عن البيهقي وبالأصل «تحت».