رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذ به ، وقتلوا أخاه حسان ، وكان عليه قباء ديباج مخرّص بالذهب فاستلبه إياه خالد ، فبعث به إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل قدومه عليه ، ثم أن خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحقن له دمه ، وصالحه على الجزية وخلّى سبيله فرجع إلى قريته. انتهى حديث الشحامي وزاد : فقال رجل من طيء يقال له بجير بن بجرة فذكر قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم لخالد : «إنك ستجده يصيد البقر» [٢٣٤٣] وما كانت صنعة البقرة (١) تلك الليلة حتى استخرجته لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
تبارك سائق البقرات إني |
|
رأيت الله يهدي كل هاد |
فمن يكن حائدا عن ذي تبرّك (٢) |
|
فإنا قد أمرنا بالجهاد |
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو بكر الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّوية ، أنا محمد بن شجاع [الثّلجي ، أنا محمد بن عمر الواقدي ، حدّثني [ابن] أبي حبيبة عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،](٣) ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ومعاذ بن محمد ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وإسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة فكلّ قد حدثني من هذا الحديث بطائفة وعماده حديث ابن أبي حبيبة (٤) قالوا : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد من تبوك في أربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر بن عبد الملك في دومة الجندل ، وكان أكيدر من كندة قد ملكهم ، وكان نصرانيا ، فقال خالد : يا رسول الله كيف لي به وسط بلاد كلب ، وإنما أنا في أناس يسير ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ستجده يصيد البقر فتأخذه» قال : فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بنظر العين ، وفي ليلة مقمرة صائفة على سطح له ومعه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر من كندة ، وصعد على ظهر الحصن من الحر وقينته تغنّيه ، ثم دعا بشراب فشرب ، فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن ، فأقبلت امرأته الرباب فأشرفت على الحصن فرأت البقر فقالت : ما رأيت كالليلة في اللحم ، هل رأيت مثل هذا قط؟ قال : لا ، ثم قالت من يترك هذا؟ قال : لا أحد ، قال يقول أكيدر : والله ما
__________________
(١) بالأصل : «صمت للكفرة ، كذا ، والمثبت عن البيهقي وفي م : صنعت البقر.
(٢) البيهقي : تبوك وفي م : تبوك أيضا.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه.
(٤) مغازي الواقدي ٣ / ١٠٢٥.