الهروي ، أنا محمد بن حماد الطّهراني (١) ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة في قوله تبارك وتعالى : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ)(٢) قال ترك الله تبارك وتعالى عليه ثناء حسنا في الآخرة.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني (٤) ـ ببخارا ـ أنا عبد الله بن محمود ، نا عبدان بن سنان ، حدثني أحمد بن عبد الله البرقي (٥) ، حدّثنا يزيد بن يزيد البلوي (٦) ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا رجل في الوادي يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها. قال : فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع ، فقال لي : من أنت؟ قلت : أنا أنس بن مالك خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فأين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فائته فاقرئه السلام ، وقل له أخوك إلياس يقرئك السلام ، قال : فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فجاء حتى لقيه فعانقه وسلّم ثم قعدا (٧) يتحدثان فقال له : يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إني ما آكل في سنة إلّا يوما وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت قال : فنزلت عليهما مائدة من السّماء عليها خبز وحوت وكرفس فأكلا وأطعماني وصلّينا العصر ، ثم ودّعه فرأيته مرّ في السحاب نحو السماء.
قال البيهقي إسناد هذا الحديث ضعيف بمرة وقد روي هذا الحديث من وجه آخر أطول من هذا.
أنبأناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهرزوي ، أنا عمّي أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الشهرزوي سنة سبع وستين وأربعمائة ، أنا
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى طهران قرية كبيرة على باب أصبهان وأخرى قرية بالري ، والمذكور ينتسب إلى الأخيرة ، ذكره السمعاني وترجم له.
(٢) سورة الصافات ، الآية : ١٢٩.
(٣) دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٤٢١ باب ما روي في التقاء النبي صلىاللهعليهوسلم بإلياس عليهالسلام ، ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ٣٩٤.
(٤) الأصل وابن كثير ، وفي البيهقي : البغدادي.
(٥) البيهقي : الرقي.
(٦) البيهقي : يزيد العلوي.
(٧) عن البيهقي وبالأصل «قعد».