البرجي عن أبي علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني برزويه ، حدّثني محمد [بن](١) الحسن الأعرج عن البرقي ، عن ابن الكلبي : أن قوما أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسألوه عن أشعر الناس فقال : «ائتوا ابن الفريعة» ـ يعني حسان ـ فأتوه ، فقال : ذو القروح ـ يعني امرأ القيس ـ فرجعوا فأخبروا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «صدق ، رفيع في الدّنيا خامل في الآخرة ، شريف في الدنيا وضيع في الآخرة ، هو قائد الشعراء إلى النار». أو كما قال.
وأنا أبو جعفر حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقي ، حدّثنا الزّبير [بن] بكار ، حدّثني محمد بن الحسن المخزومي قال : قيل لحسان بن ثابت : من أشعر الناس؟ قال : أبو أمامة ـ يعني النابغة الذبياني ـ قيل ثم من؟ قال : حسبك بي مناضلا أو منافحا. قيل : فأين أنت عن امرئ القيس؟ قال : إنما كنت في ذكر الإنس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، وأبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النّسوي الصوفي ، قالا : أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر ، أنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال : فحدّثني علي بن بكر ، حدّثنا أحمد بن الخليل ، أنا أبو زيد بن عبيدة ، حدثني علي بن الصّبّاح ، حدثنا هاشم بن محمد عن (٢) فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه ، عن جدّه قال : قدم قوم من اليمن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا محمد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال : «وكيف ذلك»؟ قال : قالوا : أقبلنا نريدك فضللنا ، فبقينا ثلاثا بغير ماء ، فاستظللنا بالطّلح والسّمر ، فأقبل راكب متلثّم بعمامة ، وتمثّل رجل منا ببيتين (٣) :
ولما رأيت أن الشريعة هاهنا (٤) |
|
وأن البياض من فرائصها دامي |
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن بغية الطلب.
(٢) بالأصل «بن» والمثبت عن بغية الطلب ٤ / ٢٠٠٤ وفيه «هشام» بدل «هاشم».
(٣) البيتان في ديوانه ص ١٦٨.
(٤) الديوان : همها.
والشريعة : مورد الماء. همها أي همّ الحمر ، أي طلبها. والفرائص جمع فريصة وهي اللحم بين الكتف والصدر ترعد عند الخوف.