[هذا الشعر؟ قلنا] امرؤ القيس ، قال : صدق والله إن ذاك لضارج أمامكم ، فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء [نحو] من خمسين ذراعا ، فحبونا إليه على الركب ، فشربنا واستقينا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا رجل مذكور في الدنيا خامل منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة [ومعه لواء الشعراء] يقودهم إلى النار» [٢٣٥٠].
وفد (١) من اليمن فقالوا : يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس قال : (٢) حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه ليموت كلّ رجل منا في ظل شجرة ، فبينما نحن (٣) بعضنا قال والراكب يسمع :
لما رأت أن الشريعة همها |
|
وأن البياض من فرائصها دامي |
تيممت العين التي عند ضارج |
|
يفيء عليها الظل عرمضها طامي (٤) |
فقال الراكب : من يقول هذا الشعر وقد رأى ما بنا من الجهد؟ قال : قلنا : امرئ القيس بن حجر قال : ما كذب (٥) وإن هذا لضارج ، أو ضارج عندكم ، فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء نحو من خمسين ذراعا ، فحبونا إليه على الركب ، فإذا هو كما قال امرؤ القيس : العرمض يفيء عليه الظل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ذاك رجل مذكور في الدّنيا منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا خامل في الآخرة ، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار» [٢٣٥١].
قال (٦) : ـ وأنا المعافى (٧) قال : وحدثنا أحمد بن عيسى (٨) بن السكين البلدي ، حدّثني أبو داود سليمان بن سيف الحرّاني ، حدّثنا [حيان بن](٩) هلال أبو عبد الله البصري ـ جار أبي عاصم ـ حدّثنا محمد بن عبد الله بن السائب حدثنا فروة بن عفيف ـ أو
__________________
(١) كذا بالأصل وم وثمة سقط في الكلام انظر الروايات السابقة للخبر. وانظر بغية الطلب ٤ / ٢٠٠١.
(٢ و ٣) كذا بياض بالأصل وم تركناه ، انظر ما سبق من رواية.
(٤) تقدم البيتان مرارا.
(٥) بالأصل : قال : ما ذا وبياض بالأصل وم مقدار كلمة ، ولعل الصواب ما أثبت ، انظر بغية الطلب ٤ / ٢٠٠١.
(٦) القائل هو أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري ، كما يفهم من عبارة بغية الطلب ٤ / ٢٠٠١ في الخبر المتقدم.
(٧) هو القاضي المعافي بن زكريا بن يحيى النهرواني الجريري ، انظر الخبر في الجليس الصالح الكافي ١ / ٣٤٨.
(٨) في الجليس الصالح : علي.
(٩) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم والزيادة المستدركة عن الجليس الصالح.