عباد بن موسى ، عن هشام بن الكلبي ، عن فروة (١) بن سعيد بن عفيف [بن معدي كرب عن أبيه عن جدّه](٢) قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فجاءه وفد من أهل اليمن فقالوا : يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس ، قال : «[وما ذاك]» (٣) قالوا : أقبلنا نريدك حتى إذا كنا بموضع كذا وكذا أخطأنا الماء فمكثنا لا نقدر عليه ، فانتهينا إلى موضع طلح وشجر ، فانطلق كلّ رجل منا إلى أصل شجرة ليموت في ظلّها ، فبينا نحن في آخر رمق إذا راكب قد أقبل معتم فلما رآه بعضنا تمثل :
لما رأت أن الشريعة هاهنا |
|
وأن البياض من فرائضها دامي |
تيممت العين للتي عند ضارج |
|
يفيء عليها الظل عرمضها طامي |
فقال الراكب : من يقول هذا الشعر؟ فقال ـ يعني ـ [بعضنا](٤) امرؤ القيس ، قال : هذه والله ضارج أمامكم وقد رأى ما بنا [من الجهد](٥) فرجعنا إليها فإذا بيننا وبينها نحو من خمسين ذراعا ، فإذا هي كما وصفها امرؤ القيس عليها [العرمض] يفيء عليها الظل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا رجل (٦) مشهور في الدنيا خال في الآخرة مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة [ومعه](٧) لواء الشعراء يقودهم إلى النار» [٢٣٤٩].
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين [بن النّقّور ، نا](٨) عيسى بن علي ، أنا عبد الله ، نا إبراهيم بن هاني ، نا عوف بن المنذر أبو غسان الداودي البصري ، نا هشام بن محمد ، حدثني سعيد بن فروة بن (٩) عفيف بن معدي كرب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : بينا نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا : يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر قال : «وما ذاك» قالوا : أقبلنا نريده حتى أنا [ضللنا الماء](١٠) ببعض الطريق ، فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه ـ يعني الماء ـ فتفرقنا إلى أطول طلح وشجر ليموت كل رجل منا تحت شجرة ، فبينما نحن [في آخر رمق إذ] أقبل راكب معتم ، فسمع رجلا منّا وهو ينشد بيتين من شعر امرئ القيس فيهما ذكر ضارج ، فقال من يقول :
__________________
(١) في تاريخ بغداد «قرن».
(٢ ـ ٥) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم ، والزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
(٦) في تاريخ بغداد : ذاك مشهور.
(٧) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم ، والزيادة المستدركة المثبتة عن تاريخ بغداد.
(٨) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم ، والزيادة قياسا إلى سند مماثل.
(٩) بالأصل «عن» خطأ ، وقد مرّ.
(١٠) هذه الزيادة وما بعدها في الخبر ، مكانها بياض بالأصل وم ، وما استدرك عن الروايات السابقة للحديث.