فقلت له لما تمطّى بجوزه (١) |
|
وأردف أعجازا وناء بكلكل |
ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي |
|
بصبح وما الإصباح فيك (٢) بأمثل |
قلت : وبم وصفه النابغة؟ فقال : بقوله (٣) :
كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب |
وصدر أراح اللّيل عازب همّه |
|
تضاعف فيه الهمّ من كل جانب |
تقاعس حتى قلت ليس بمنقض |
|
وليس الذي يهدي النجوم بآئب |
قلت له : بم وصفه بشار؟ فقال : بقوله (٤) :
خليلي ما بال الدّجى لا تزحزح |
|
وما بال ضوء الصّبح لا يتوضّح؟ |
أظنّ الدّجى طالت وما طالت الدّجى ولكن أطال اللّيل سقم مبرّح
أضلّ النهار المستنير طريقه |
|
أم الدّهر ليل ليس [فيه] مبرح |
قلت : يا مولاي هل لك في شعر قلته لم أسبق إليه؟ قال : نعم ، فقلت (٥) :
كلّما اشتد خضوعي |
|
لجوى بين ضلوعي |
ركضت في حلبتي خدّ |
|
يّ خيل من دموعي |
قال : فثنى رجله عن نعليه (٦) وقال : هاكها فاركبها ، فأنت أحق بها مني فلما مضى سألت عنه فقيل : هو أبو [تمام](٧) حبيب بن أوس الطائي.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيدي المحتاجي الخطيب ، وأبو محمد مسعود ويسمى أيضا هبة الله بن سعد بن أسعد الميهنيان ـ بها ـ قالا : أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمد الفارسي ، أنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن
__________________
(١) تاريخ بغداد : بصلبه.
(٢) الديوان وتاريخ بغداد : منك.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩ وتاريخ بغداد.
(٤) ديوانه ص ١٠٤ وتاريخ بغداد.
(٥) البيتان في تاريخ بغداد ٨ / ٣١٢.
(٦) تاريخ بغداد : بغلته.
(٧) سقطت من الأصل وم والزيادة عن تاريخ بغداد.