الفرا ـ بالمسجد الأقصى ـ أنا أبو الحسن بن جهضم ، قال : وقال امرؤ القيس بن حجر الكندي (١) :
إذا قلت هذا صاحب قد رضيته |
|
وقرّت به العينان بدّلت آخرا |
وذلك أنّي لم أثق بصاحب (٢) |
|
من النّاس إلّا خانني وتغيّرا |
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، حدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أحمد بن صالح ، حدّثنا الزيادي ، قال : لما احتضر امرؤ القيس بأنقرة نظر إلى قبر فسأل عنه فقالوا : قبر امرأة غريبة فقال (٣) :
أجارتنا إن المزار قريب |
|
وإنّي مقيم ما أقام عسيب |
أجارتنا إنّا غريبان هاهنا |
|
وكلّ غريب للغريب نسيب |
قال : وعسيب : جبل كان القبر في سنده.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدّي أبو محمد ، حدّثنا أبو علي الأهوازي ، حدّثنا أبو الحسن مكي [بن](٤) محمد بن الغمري ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن هارون البردعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن وديع القاضي ـ بطبرية ـ حدّثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي ، حدّثنا الفضل بن جعفر ، حدّثني محمد بن بكر بن زكريا ، عن شيخ من بني هاشم يكنى أبا جعفر (٥) قال : وجد على قبر امرئ القيس مكتوبا :
أجارتنا إن الخطوب تنوب |
|
وإنّي مقيم ما أقام عسيب |
أجارتنا إنّا غريبان هاهنا |
|
وكلّ غريب للغريب نسيب |
__________________
(١) ديوانه ص ٩٧.
(٢) كذا ، وروايته في الديوان :
كذلك جدي ما أصاحب صاحبا |
|
من الناس إلّا خانني وتغيرا |
(٣) ديوانه ص ٧٩ وبغية الطلب ٤ / ٢٠٢٠.
(٤) الزيادة عن بغية الطلب ٤ / ٢٠٢١.
(٥) الخبر والبيتان في بغية الطلب ٤ / ٢٠٢١ ، وفي مختصر ابن منظور ٥ / ٤١ وجدا على قبر أبي نواس.