وصبرنا حقّا كما وعد الله |
|
وكنا في الصبر قوما تآسي |
كذا رواه محمد بن مسروق ، وقد قلب ، إسناده ووهم فيه ، إنما رواه عديّ ، عن رجاء والعرس بن عميرة هو عديّ بن عميرة ، ومنهم من نقص عديّا من إسناده ، فأما حديث من ذكر عديّا فيه.
فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن جرير بن حازم ، حدّثنا عديّ بن عديّ ، أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة ، عن أبيه عديّ قال :
خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجلا من حضر موت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أرض فقضى على الحضرمي بالبيّنة ، فلم تكن له بيّنة فقضى على امرئ القيس باليمين ، فقال الحضرمي : أمكنته من اليمين يا رسول الله ، ذهبت والله ـ أو وربّ الكعبة ـ أرضي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان» قال رجاء وتلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً)(٢) فقال امرؤ القيس : ما ذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال : «الجنة» قال : فأشهد أنّي قد تركتها له كلّها [٢٣٥٩].
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن محمد الخياش [نا] مالك بن يحيى ح.
قال : وأنا ابن مندة ، أنا إسماعيل بن محمد البغدادي وأحمد بن محمد بن زياد ، قالا : حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا جرير بن حازم ، قال : سمعت عديّ بن عديّ يحدث عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة أنهما حدّثاه عن أبيه عديّ بن عميرة قال : كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال للحضرمي : «بيّنتك وإلّا فيمينه» ، فقال : يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من حلف على يمين كاذبة يقتطع (٣) بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان» فقال امرؤ
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ٤ / ١٩١ ـ ١٩٢.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٧٧.
(٣) بالأصل «ينقطع».