أم من تلظّى عليه واقدة |
|
النّار محيط بهم سرادقها |
أم اسكن الجنّة التي وعد ال |
|
أبرار مصفوفة نمارقها |
لا يستوي المنزلان ولا |
|
الأعمال لا تستوي طرائقها |
هما فريقان فرقة تدخل ال |
|
جنة حفّت بهم حدائقها |
وفرقة منهم قد أدخلت ال |
|
نار فساءتهم مرافقها |
تعاهدت هذه القلوب إذا |
|
همّت بخير عاقب عواقبها |
إن لم يمت عبطة (١) تمت هرما |
|
للموت كأس والمرء ذائقها |
وصدها للشقاء عن طلب ال |
|
جنة دنيا الله ما حقها |
عبد دعا نفسه فعاتبها |
|
يعلم أن الصبر (٢) رامقها |
يوشك من فرّ من منيته |
|
يوما على غرّة يوافقها |
قالت : ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلّا يسيرا حتى طعن في جنازته ، فأتاني الخبر فانطلقت إليه فوجدته منعوشا قد سجي عليه ، فدنوت منه فشهق شهقة ، وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته [وقال :](٣) لبيكما ها أنذا لديكما ، لا ذو مال فيفديني ولا ذو أهل تحميني ثم أغمي عليه ، إذ (٤) شهق شهقة قلت : قد هلك الرجل فشق بصره نحو السقف ورفع صوته فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا ذو براءة فأعتذر ، ولا ذو عشيرة فأنتصر ، ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة ونظر نحو السقف فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما :
إن تغفر اللهم تغفر جمّا |
|
وأي عبد لك لا ألمّا (٥) |
ثم أغمي عليه وشهق شهقة ، فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما :
كلّ عيش وإن تطاول دهرا |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في قلال الجبال أرعى الوعولا |
__________________
(١) مات عبطة أي شابا صحيحا ، واعتبطه الموت وأعبطه (القاموس).
(٢) البداية والنهاية : البصير.
(٣) زيادة عن البداية والنهاية.
(٤) بالأصل : «إذا» والمثبت عن ابن كثير.
(٥) البيت في الأغاني ٤ / ١٢٨ و ١٣٢ وطبقات ابن سلام ١٠٣ والبداية والنهاية ٢ / ٢٨٥.