محمود بن عمر بن جعفر العكبري ، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني العباس بن هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن رجل من فزارة قال : قال لي أسماء بن خارجة : ما بذل إليّ رجل قطّ وجهه فرأيت شيئا من الدنيا ـ وإن عظم وجسم ـ عرضا لبذل وجهه إليّ.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، حدّثني الأزهري ، نا عبيد الله بن أحمد المقرئ أن محمد بن مخلد (٢) أخبره : أخبرني أبو طاهر الدّمشقي ، حدّثني أبي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، قال : أتيت الأعمش فقال لي : ممّن أنت؟ فقلت : أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاري فقال لي : لقد قسم جدّك أسماء قسما فنسي جارا له ، ثم استحيا أن يعطيه وقد بدأ بآخر قبله ، فبعث إليه ، وصبّ عليه المال صبّا. أفتفعل أنت شيئا من ذلك؟ أبو طاهر الدّمشقي هو ابن أحمد بن بشر بن عبد الوهاب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، وأبو المعالي الحسين (٣) بن حمزة بن الشّعيري ، قالا : أنا [أبو](٤) الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدّي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، قال : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد الطبري يقول : يروى عن هند بنت محمد بن عتبة عن أبيها قال : بلغنا أن أسماء بن خارجة كان جالسا على باب داره فمرّ به جوار يلتقطن البعر فقال : لمن أنتنّ؟ فقلن : لبني سليم ، فقال : وا سوأتاه ، جواري بني سليم يلتقطن البعر على بابي! يا غلام انثر عليهنّ الدراهم ؛ فنثر عليهنّ وجعلن يتلقطن.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى المقتدر ، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، قال :
قرأت على ابن دريد ، أنا السكن بن سعيد ، عن محمد بن عبّاد ، عن ابن الكلبي قال (٥) : نزل أسماء بن خارجة ظهر الكوفة في روضة معشبة أعجبته ، وفيها رجل من بني عبس ، فلما رأى قباب أسماء قوّض بيته فقال له أسماء : ما شأنك؟ قال : معي كلب هو أحبّ
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٠ في ترجمة مروان بن معاوية الفزاري.
(٢) عن تاريخ بغداد وبالأصل «خالد».
(٣) بالأصل وم «الحسن» والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل.
(٤) زيادة لازمة ، وبالأصل أنا يوسف الحسن ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤١٨.
(٥) الخبر في الوافي ٩ / ٦٠ ـ ٦١.